***
تَحَمَّلَ الابن أعباء كثيرة.. فراقُ الأب.. حزنُ الأم.. أقوالُ الناس.. سنواتُ الجفاف. لم ينعم بطفولته ولا مراهقته. منذ سنواته الأولى، وهو يشتغل لدى إقطاعيي البلد الذين لم ينل منهم الجفاف شيئا، ولم يرحموا طفولته. غنم بعض الأغنام بعد أن رعى قطيع أحد الأغنياء مقابل حصوله على خُمُسِ الخِرَافِ. منحه صاحب القطيع الذي يتجاوز مائتي شاة وخروف، ما أراد من خراف مريضة، وأخرى ازدادت قبل الأوان، إلا أن معايشته للقطيع أكسبته خبرة المحافظة عليها. وهو اليوم واحد من ملاك البهائم رغم أن من يثق في البهائم كمن يثق في الجوائح!
يشتغل صباحا في حقول أرباب الأراضي من ذوي الكروش البطِّيخِيَّة (فصيلة ناذرة هنا!)، ويخصص نصف اليوم الآخر للعناية بوالدته وقطيعه.
يعتبر ذلك استسلاما قدريا محتوما!
***