***
تنهد الأب وهو يتمنى لو كتب لأمه الضريرة احتضان ابنه! كم كان يتمنى أيضا أن يرى أباه! ابتسم محولا نظراته صوب زوجته المستلقية بجانبه. انتبهت وبادلته الابتسامة. نظر إلى عيني ابنه وفكر في طريقة تربيته التي ستكون حاسمة في القطع مع الممارسات التي اعتادها الناس هنا. لا للخرافة والشعوذة والتمائم والأولياء والفقهاء والعجائز.. ولا للگُوزَة (جوزة الطيب) المُدَوِّخَة.
يعرف أن زوجته فاطمة ابنة امرأة مدربة على جل الممارسات والطقوس المتداولة هنا. ابتعادها النسبي عن أمها لا يلغي أنها عايشت وشاهدت كل تلك الإجراءات. البنت امتداد لأمها! كانت ترافق أمها إلى الجبل كي تزور الشَّوَّافَة* وتحمل أخاها عند الفَرَّاگَة كي يأخذ نصيبه من المحلول العجيب!
* امرأة تمتهن الكِهَانة والتبصير...
***