***

 

 

كانت إحدى عجائز القرية تصنع محلولا كيميائيا له قدرة فائقة على إسكات الصبايا والرضع الذين يكثر بكاؤهم ويطول سهرهم.. تعتقد الأمهات أن ذلك نتيجة تعرضهم لأذى العين أو السحر أو المس.. يجربون كل الأقاويل والنصائح دون نتيجة.. لكن محلولا من الزيت والگُوزَة كان يساهم في إخماد الصبي إلى ساعة متأخرة من الصباح.

تضع العجوز الزيت في آنية فخارية أو شَقْفَة من بقايا قصعة مماثلة ذات سمك جلي. تحك الگُوزَة إلى أن تصل النصف. تضع بعضا من المحلول في زجاجة دواء صغيرة تأتي بها أم الصبي خصيصا لذلك. توصيها بإعطائه قطرة أو قطرتين من المحلول لمدة سبعة أيام. ويجب أن تكون حريصة على عدم تقبيل أي أحد له كي لا يبطل مفعول الدواء طيلة فترة التداوي!

هكذا يبدأ "الدواء" ويسري مفعول الگُوزَة عبر خلايا أجساد الصغار الرهيفة. يصعد إلى خلايا المخ فيدوخ الأطفال ويَغُطُّونَ في نوم عميق. وكم طفل نام ولم يستيقظ كما نام مايكل جاكسون بفعل الـ "Over dose"!

 

 

***