***

 

 

ما الزواج؟ أليس أخطر مؤسسة خلقتها البشرية للتدجين؟ أليس مجرد تبادل للتبعية؟

ليس الزواج تضحية كما علمونا بل هو موت بطيء.. موت المرأة في الرجل وموت الرجل في المرأة. إذبال للبدن واستنزاف له من أجل الآخر. البدن ليس مجرد لحم وملحقات.. البدن اشتهاء وتدبير معقد للاستيهام.

علاقتنا به وبالزمن تحدده وتحددنا.. كيف؟

تزاوج. تناكح. تناسل.. في الفصول.. في الأعوام.. خلال الأفراح والأتراح.. بعد الفرح حزن.. وبعد الحزن فرح.. وتتبلور كينونتنا عبر هذا التعاقب.

ولدت فاطمة ففرحت بابنها فَرْحَةَ زواجها من أبيه. فَرَحٌ لا يضاهيه إلا نشوة وضع صغيرها الساخن المبلل فوق البطن قبل قطع حبل الصرة. هو يصيح وهي تبكي ضاحكة بين الحياة والموت. جسده الهش ودفء مائها ودمها كسخونة الحياة والموت واللذة والألم.. إن كان لكل هذا دفء!

 

 

***