***

 

 

للرجل حكايات غريبة مع البغال. لم يتزوج من نفس القرية بسبب البغال. لا يجتمع مع الناس بسبب البغال. لم يعد يطيق اسم البغل...

ليلة زفافه، بعد أكل بعض الفواكه اليابسة وشرب الشاي وتبادل كلمات تعارفية بسيطة، مررت زوجته يدها على علامة في جبينه فسألته:

-        ما سبب هذه العلامة الموشومة هنا؟

احمر وجهه ولم يستطع أن يجيب. أرادت أن ترفع الحرج فأردفت سؤالا آخر يفك عقدة لسانه:

-        هل يتعلق الأمر بوحم؟ ... ما أجمله!

همهم ببعض الحروف دون أن تستطيع فكها.. قالت لما ابتسم:

-        وشمك يشبه صَفِيحَ...

انتظرته أن يرفع رأسه ثم أكملت سؤالها:

-        هل ركلك حصان أو بغل في صغرك؟

انتفض مكسرا ما في البيت فخرجت العروس فَارَّةً تطلب الاستغاثة. حكت لأهله وأهلها ما وقع. تدخلوا لتلطيف الجو واستمر العرس. لم تستطع أن تذكر اسم البغل منذ تلك الليلة العجيبة. أزالته من بنكها اللغوي. كانت تصفه بكلمة "هَذَاكْ" كي لا تنطقها رغم أن القرية مليئة بالبغال!

اعتبرت نفسها متزوجة من فصيلة حاملي علامات الصفائح.. كارهي البغال!

 

 

***