***

 

 

يجوع البروليتاري الصغير في المعمل ولا يعثر على قطعة خبز مر أو حاف أو كاف.. يرى صندوق المشمش أو صندوق الدود.. يتساءل بنوع من السخط التبريري:

- ما العيب في أن يأكل المرء الدود؟

- ألم يقل أسيادنا الأوائل: "دُودُو مَنْ عُودُو"؟

- أليس ما أراه طابق لحم معسل؟ ولم لا نتصوره هكذا؟

- ألا توجد في بطننا آلاف الديدان والباكتيريا؟

- ألا نعثر في ثقب مؤخراتنا على دويدات وثعابين صغيرة (حْنَيِْشَاتْ) يدفعنا نهشها لجنباته إلى إدخال أصبعنا قصد درء الألم.. فننسى ونأكل بلذة؟

ثقل رأسه من كثرة الأسئلة فأغمض عينيه وأخذ يلتهم ما بالصندوق كما تلتهم البقرة الضَّاحكة العشب وما يعلق به من ديدان وحشرات دون تمييز.. فالمصفاة في البطن.

شبع وأصدرت معدته صوتا انفجاريا يشبه قنبلة مشمشية انشطارية.

 

 

***