***
اشتغل الابن خلال إحدى شهور الصيف - قبل وفاة أبيه ليصبح "رأسا" ضمن قطيع أحد إقطاعيي مسقط رأسه - بإحدى معامل تصبير وعصر وترقيد الخضر والفواكه المتوفرة حسب الفصول. صادف ذاك الصيف توافر فاكهة المشمش. كان الطلب على اليد العاملة متزايدا نظرا لارتفاع درجة الحرارة التي أفسدت المنتوج. ينزل سماسرة العمال بشاحناتهم إلى البوادي القريبة من المدينة، يجلبون العمال كالخراف في الشاحنات.
ارتمى الإبن ضمن فوج من أفواج عمال الشاحنة. كانت مهمة العمال إزالة النواة من الفاكهة. وبما أن المشمش كاد يذوب من فرط الحر، فقد كانوا يفرغون الصندوق بأكمله في آنية بلاستيكية ويبحثون عن العظام بين العصير الذي تسبح الديدان وسطه كما تسبح يرقات الضفادع وسط المستنقعات المتعفنة.
في نهاية العمل يفرح العمال ببياض القشرة الجلدية لأيديهم.. كانوا يتلذذون ليلا بمداعبة مشمشاتهم!
منذ ذاك الحين، زهد الابن في المشمش والمربى...
***