***
تحكي أمه الضريرة أن أباه كان يصاب بنوبة نوم عجيبة حين يصل إلى منطقة "زْنَادَة"*.. يصاحبها على متن العربة لزيارة أهلها بعد عيد الأضحى. كان البغل حين يتجاوز المنطقة يصدر صوتا عنيفا من ثقبي أنفيه مكسرا بذلك دقات صفائحه المرتطمة بإسفلت الطريق المعبدة. يستيقظ الأب بعد تلك الإشارة من نومه المصطنع.. تَوَارُدُ خواطر عجيب بينه وبين البغل! كان يملك بالمنطقة قطعا أرضية لا يريد أن يفصح عن سر بيعه لها!
هل باعها بالفعل أم أن أحدا ما سطا عليها؟ لماذا ينكر؟ لو صرفها على الشيخات فلا بأس.. المهم أنه قضى لحظات جميلة لن تتكرر وما عاد العمر يسعفه كي يعيدها. هل كرعها كؤوسا حمراء وخضراء وحزم مقابل ثمنها قنينات داخل الأكياس؟ هل باعها في لحظة عربدة وجنون؟
المهم أنه صرف من ماله الخاص في زمن عَزَّتْ فيه مثل هذه الشيمة!
لا شيء يفسر عدم قدرته على فتح عينيه بتلك المنطقة التي تساوي ذهبا الآن! ولا أحد استطاع فهم أو تفسير سلوكاته تلك!
* إحدى ضواحي مدينة قلعة السراغنة المغربية.
***