***

 

 

يُذَكِّرُهَا "إلكترا" بزوجها، والد ابنها الوحيد، الذي كان أول من اقتنى المذياع في هذه البقعة من البسيطة.. وأول من اشترى "عَوْدْ الرِّيحْ" (الدراجة الهوائية).. وأول من امتلك حصانا مجهزا بكل ما يلزم للتبوريدة.. وأول من كان يقف فوق ظهره أثناء قيامه بألعاب الفروسية في مضمار استعراضي إلى أن صار له أتباع، وأصبح اسمه على كل لسان...

ارتبط "إلكترا" بحكايات عجيبة وطريفة. كانت حكاية اختراعه ملفوفة بغموض كبير لدى سكان هذا المكان القصي. تخرج الأصوات من الصندوق العجيب فيصاب الناس بالذهول.. منهم من ينصرف لاعنا الشيطان.. ومنهم من يرفع رأسه صوب السماء مستغفرا الله خائفا من قرب الساعة وعودة الدجال.. ومنهم من اعتبر صاحبه ساحرا يتوضأ ببوله كي يَخْدُمَهُ الجن فقاطعه بعد أن لعنه.. ومنهم من أصبح مدمنا على السماع إلى ما ينبعث منه.. بل كثيرا ما انساق الناس راقصين على دقات "الطعريجة" و"البندير" وصوت "المَصْرَان" (يعني المعي ويستعمل كناية على الكمان) المنبعثة من مكبر صوته.. يبدأ الجر* والدق. يرتفع الغبار. تتدافع الأجساد التي لا يفض جمعها إلا انقطاع صوت "إلكترا".

  

* يسمى العزف على الكمان في الأغنية الشعبية، وخاصة فن "العيطة" باسم "الجرة".

 

***