***

 

 

علَّق الولد المذياع في مكان بعيد عن الأم، ونسي إغلاقه قبل الخروج. يخاف أن تعيد أمه إسقاطه مرة ثانية بعد أن نجا من المحاولة الأولى التي أعاد الإبن خلالها بعض أسلاكه إلى الداخل كما يعيد الجرّاح أحشاء رجل مريض بعد قطع ما يلزم قطعه.

لا أحد يعرف ما ينبعث من "إلكترا" باستثناء بعض الأغاني الشعبية أو أغاني "زَيَانْ" رغم عدم إتقان كليهما لهذه اللغة. إن شيئا سحريا يجعل الناس يرتبطون ارتباطا وثيقا بتلك الأغاني! ما كان "إلكترا" يجود بشيء يفك عنهم عزلتهم؛ غربتهم، ما عدا تلك الأغاني! غرباء اللغة هم!

بعد انصراف الابن، تأتي النساء من حين لآخر لدى الأم. يتمايلن على الإيقاعات بشكل عجيب مُتَيَقِّنَاتٍ من أن العجوز لا تراهن. في بعض الأحيان تصلها دوائر الهواء التي تثيرها ثياب، حركات، بعض الأجساد الملتوية، فتقول:

-        يا له من غَرْبِيٍّ (نسيم عليل قادم من الغرب)!

تتنهد مسترجعة أيامها الخوالي.

 

 

***